أنا فعلت كذا و كذا

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته

كثيرا منا كل ما يفعل خيرا بعد مدة عند أول شجار او اختلاف يُعير الاخر بما فعله له
فالزوجه مثل الراديو الذى يذيع الخبر عشرات المرات " انا فعلت لك ، انا فعلت لامك ، انا اخدمك و اخدم اولادك الخ "
و الزوج مثل الطاووس الذى ينفش ريشه " انا ، انا ، لولا أنا لبقيت فى تلك البيئة الفقيرة ، انا ارتقيت بمستواك الخ ..."

انتقلت العدوى للاطفال ، لارى بام عينى كيف طفلا فى السابعه من عمره
يقول لاخيه الاكبر منه ...ألم اساعدك ذلك اليوم ...ألم ....

و السؤال لماذا؟
أأنت فعلا صاحب الخير على الاخر
من هو الرازق ؟
أليس رب العالمين

قال الله تعالى: ( يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)(الحجرات:17).

فاذاكنتِ أُخيتى اكتويتِ بنار نكران للجميل من قبل من مددت لهم يدكِ
فلا تكتوى بنار المنِ لما أعطيتِ

لأحمد والنسائي من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم

{ لا يدخل الجنة منان } وهو لأحمد من حديث أبي سعيد .

ولهما حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم

{ ثلاثة لا ينظر الله عز وجل إليهم يوم القيامة : العاق لوالديه ، ومدمن الخمر ، والمنان بما أعطى } .

فانت وهبك الله سبحانه و تعالى قلبا ابيضا نقيا مُحِبا للخير و محبا للغير
ساعى للخيرات و حُب الطاعات
فلماذا تتركى فرصة للشيطان ليهدم لك هذا القلب النادر

فعندما نصنع معروفا نستره و ندعو ان الله يبعد عنا الرياء و النفاق
افعلى الخير و انسيه ، ارميه وراء ظهرك ، فكانك لم تفعليه بل اسعى لفعله
كونى من السبع الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:

"ورجل تصدّق بصدقةٍ فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه"

أخرجه البخاري في"صحيحه" (1/234) رقم (629)، ومسلم في "صحيحه" (2/715) رقم (1031) من حديث أبي هريرة، رضي الله عنه.

و سارعى فى فعل الخيرات من دون ان يعلم اقرب الناس لقلبك الطاهر

يقول الله سبحانه وتعالى :

(إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُوراً)(الإنسان:9).

اقتدى أخيتى الغاليه بكلام الله
و لا تنتظرى من الاخر رد جميلا اذا طلبته منه
يعنى اذا صنعت معروفا فى احدٍ و يوما ما نكر هذا الشئ اما باساءة لك او بعدم استجابة لطلب ما
فلا تقولى له انا فعلت لك كذا و كذا

يقول صلى الله عليه وسلم : "إياكم والمن بالمعروف فإنه يبطل الشكر ويمحق الأجر"
فانت لما فعلت ذلك الخير فعلته من أجل التقرب لله و ليس للعباد
فانت أخيتى الغاليه ترجين الخير من الله
و هذا الخير هو من رب العزة و الجبروت
فاحمدى الله عز و جل على هذا الرزق الذى اعطاه لك حتى تكونى من الكريمات و مانحات الخير
فوالله عجبا من ابناء و بنات لما كبروا اصبحوا يمنون على ابائهم و امهاتهم
فتراهم يقولون انا هذه السنه بعثت لوالديا الى الحج ، انا اشترت لابى كذا ، انا اخذت امى الى ...
فافيقوا اخواتى و اياكم و المن
فانت و ما تملك ملكا لوالديك
قال تعالى:
(فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً)

(الإسراء: من الآية 23-24).

احذروا ، احذروا من ان تسقطوا فى فخ الشيطان
قال الله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى)
(البقرة: من الآية264)

فلا أحدًا فى الكون يمن على الاخر
فلا الابن(ه) يمن على والديه ، و لا زوج يمن على زوجته ، و لا زوجه تمن على زوجها ، و لا أخ يمن على أخيه ، و لا سيد يمن على خادمه ،و لا أحد يمن على أحد ..
فصاحب المعروف هو مالك الملك
فيا أخيتى
ابتغى كرّم الله سبحانه، وثوابه ورضاه،
لتُؤجرى خيرا فيما صنعت
وخذى دوما سيرة الصحابة رضوان الله عنهم دليلا لك
أسمعت يوما ان ابوبكر الصديق رضى الله عنه من على بلال رضى الله عنه لانه اشتراه ثم أعتقه

عن أبي ذر، رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
"ثلاثة لا يدخلون الجنة: العاق لوالديه والمدمن الخمر، والمنّان" رواه مسلم

و تذكرى دوما أن الذى يمن هو الله الواحد الاحد و لا غيره

أسأل الله لنا و لكٍ الابتعاد على هذه الآفه

كنت هنا